بنغازي (ترسدای تايمز) — قال قائد الجيش الباكستاني المشير سيد عاصم منير خلال زيارته إلى ليبيا إن باكستان ملتزمة بتوسيع العلاقات التاريخية مع ليبيا وتعزيز التعاون الدفاعي والشراكة التدريبية والتكامل الاقتصادي، مؤكداً أن العلم والاعتماد على الذات والقوة باتت ضرورات لا غنى عنها في ظل التحديات التي تواجه العالم الإسلامي، وأن باكستان مستعدة للتعاون مع الدول الصديقة.
وفي مستهل كلمته، أشار المشير إلى “الأخ الجنرال صدام” و“والدكم العظيم المشير حفتر”، معرباً عن شكره لحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وقال إن ما شهده وفده منذ وصوله يعكس دفء العلاقات الودية بين البلدين. وأضاف أن الروابط العميقة والتاريخية والأخوية بين باكستان وليبيا قائمة منذ ستينيات القرن الماضي، وأن زيارة وفد ليبي إلى باكستان قبل أشهر منحت العلاقات الثنائية زخماً جديداً. وأوضح أنه جاء إلى ليبيا وفاءً لوعد قطعه خلال تلك الزيارة.
وتناول المشير عاصم منير واقع العالم الإسلامي، قائلاً إن العقدين الماضيين شهدا تعرّض عدد من الدول الإسلامية الكبرى لأزمات ودمار، وإن النظام الدولي الحالي باتت فيه سيادة القانون أضعف فيما تطغى سياسة القوة. وأضاف أن “قانون الغاب” أصبح هو السائد حيث “القوة هي الحق”، وأن هذه القوة ليست بيد العالم الإسلامي، أساساً لأن المعرفة التي كان للمسلمين حقٌ فيها “انتُزعت منا”.
وفي سياق استحضاره للتعاليم الإسلامية، قال إن أول ما نزل من الوحي هو “اقرأ”، وإن القرآن يحث المسلمين على إعداد القوة بحسب الاستطاعة. وأكد أن على المسلمين أن يكونوا على أهبة الاستعداد كي يلقوا الرهبة في قلوب أعدائهم وأعداء الله، مشيراً إلى أن الواقع يبين أن القوة اليوم باتت في مكان آخر.
كما وصف المشير مبدأ “من يجرؤ يفز” بأنه قاعدة كونية، مقدّماً مثالاً من التجربة الليبية، وقال إن المشير حفتر “تجرأ” ورفض الخضوع لما وصفها بـ“القوى المفسدة”، وبدأ مسيرته “بمئة وخمسين مقاتلاً فقط”، معتبراً أن نتائج ذلك يمكن رؤيتها في واقع ليبيا اليوم. واستشهد كذلك بقصة نبي الله موسى عليه السلام للتأكيد على أن العزم والقرار يصنعان الطريق حتى في ظروف الضعف.
وعند حديثه عن الحرب الأخيرة بين باكستان والهند، قال المشير عاصم منير إن أول ما ينبغي لأي أمة أن تنزعه من قلبها هو “الخوف”، لأن الإنسان عندما يتحرر من الخوف يستطيع أن يحقق ما يعزم عليه. وأضاف أن باكستان تعلمت هذا الدرس مبكراً، ولذلك اتخذت قراراً بتطوير تكنولوجيتها بنفسها، وأنها قدّمت قدراتها المحلية للعالم خلال التوتر الأخير.
وقال إن القوات الجوية الباكستانية استخدمت “التكنولوجيا المحلية” التي وصفها بأنها “بنسبة 90 في المئة محلية الصنع”، وأضاف أنه في هذا السياق تم إسقاط طائرات رافال وسوخوي-30 وميغ-29 وميراج 2000، كما قال إن أنظمة “إس-400” تم تعطيلها. وأكد أن ما تمتلكه باكستان من معدات وتكنولوجيا “متاح للإخوة”، وأن باكستان مستعدة لتقديم أي نوع من المساعدة التي تحتاجها ليبيا.
وأضاف أن علاقات باكستان وليبيا ليست جديدة، مشيراً إلى أن ليبيا شهدت في السابق حضوراً لافتاً لمدربين باكستانيين، لا سيما من القوات الجوية والبحرية ومجالات أخرى، وقال إن بلاده ترغب في إعادة هذا التعاون إلى “المستوى نفسه” الذي كان عليه في الماضي.
وعن التعاون الاقتصادي، قال المشير إن مجالات مثل التعدين والثروات المعدنية والإنشاءات وغيرها تتيح فرصاً واسعة، وإن باكستان ستشجع شركاتها على القدوم إلى ليبيا والاستثمار وإطلاق مشاريع مشتركة. وأعرب عن أمله في أن تشهد ليبيا، بقيادة المشير حفتر والجنرال صدام، عودة سريعة إلى “المكانة والازدهار” اللذين كانت عليهما في السابق.
وفي ختام كلمته، قدّم المشير عاصم منير نصيحة “كأخ” بضرورة تعزيز القوات المسلحة إلى أقصى حد ممكن، معتبراً أن القوات المسلحة هي “ضمانة وجود الدول”. وأضاف أن ليبيا هي أرض عمر المختار، وأن كل ابن من أبناء هذه الأرض يمكنه، إذا اقتضت الحاجة، أن يكون عمر مختار في الدفاع عن وطنه. واختتم بتجديد الشكر على الضيافة والتمنيات بدوام الأخوة بين باكستان وليبيا.






