spot_img

الرئيس السابق للجيش الباكستاني ينفي مزاعم زوجة عمران خان بشأن الدعاية ضد السعودية

الرئيس السابق للجيش الباكستاني، الجنرال قمر جاويد باجوه، نفى مزاعم زوجة عمران خان، بشریٰ بي بي، بشأن تورط العائلة المالكة السعودية في الإطاحة بحكومة عمران خان بعد زيارته للمدينة المنورة، ووصفها بأنها لا أساس لها من الصحة.

إسلام آباد (ترسداي تايمز) — زعمت بشریٰ بی بی، زوجة رئيس الوزراء السابق عمران خان، أن الجنرال المتقاعد قمر جاويد باجوه تلقى اتصالات من السعودية تعترض على زيارة عمران خان للمدينة المنورة، مما أثار جدلاً واسعاً. الجنرال باجوه نفى بشدة هذه الادعاءات ووصفها بالكاذبة، مؤكداً على قوة العلاقات بين البلدين. هذا الادعاء جاء فى توقيت حساس يشهد تصاعد التوترات السياسية داخل باكستان، مما جعل التصريحات محط اهتمام الرأي العام والسياسيين على حد سواء.

الجنرال (م) قمر جاويد باجوه، رئيس أركان الجيش الباكستاني السابق، يُعتبر واحداً من أبرز الشخصيات العسكرية في تاريخ باكستان الحديث. تولّى قيادة الجيش خلال فترة مليئة بالتحديات السياسية والأمنية، حيث لعب دوراً حاسماً في الحفاظ على استقرار البلاد وسط الأزمات الإقليمية والدولية. عُرف باجوه بقدرته على التوازن بين الدور العسكري والمؤسسات المدنية، وكان له تأثير كبير في تشكيل السياسات الدفاعية والدبلوماسية لباكستان. ورغم انتهاء فترة خدمته، لا تزال مواقفه وتصريحاته تحظى باهتمام واسع على المستويين المحلي والدولي، خاصة في ظل استمرار الجدل حول دوره في الشؤون السياسية.

بشریٰ بی بی تشعل عاصفة سياسية

فى تسجيل مصوّر نُشر على منصات حزب حركة الإنصاف الباكستانية، أثارت بشریٰ بی بی موجة من الجدل بتصريحاتها التى وصفتها المعارضة بـ”غير المسؤولة”. تحدثت بشریٰ بی بی عن “مكالمات سعودية” يُزعم أنها انتقدت عمران خان بعد زيارته للمدينة المنورة.

وفى كلمات أثارت انقسامات عميقة بين مؤيدي ومعارضي حزب حركة الإنصاف، وصفت بشریٰ بی بی هذه الاتصالات بأنها بداية لحملة تهدف إلى تشويه سمعة زوجها، عمران خان. كما زعمت أن هذه المكالمات استُخدمت لإطلاق اتهامات باطلة، شملت وصفه بأنه “عميل لليهود”، في محاولة لإضعاف موقفه السياسى داخلياً وخارجياً.

يأتى هذا الادعاء فى وقت يشهد توترًا سياسيًا متزايدًا، حيث تواجه حركة الإنصاف ضغوطًا بسبب التحديات الاقتصادية والأمنية، بينما تواصل المعارضة توجيه انتقاداتها الشديدة لإدارة عمران خان السابقة.

الجنرال باجوه يرد بقوة

الجنرال المتقاعد قمر جاويد باجوه، المعروف بدوره البارز فى الجيش الباكستاني خلال فترة حكم عمران خان، نفى بشكل قاطع هذه الادعاءات. فى بيان نقله مقربون منه، وصف باجوه تصريحات بشریٰ بی بی بأنها “ادعاءات كاذبة تماماً”، مؤكدًا أنه لم يتلقَّ أي اتصالات من المسؤولين السعوديين تتعلق بزيارة عمران خان.

وأشار الجنرال باجوه إلى أن زيارتهما للسعودية حظيت بتقدير كبير من المملكة، حيث استقبلهما المسؤولون بحفاوة. وأضاف أن مثل هذه الادعاءات تضر بالعلاقات التاريخية بين باكستان والسعودية، وهى علاقات تم بناؤها على مدار عقود من التعاون الوثيق.

كما شدد الجنرال على أن الادعاءات تفتقر إلى أى دليل مادي، وتُستخدم فقط لتوجيه الانتباه بعيداً عن القضايا الأساسية التى تواجه البلاد. وأكد أن علاقاته مع القيادة السعودية ظلت قوية طوال فترة عمله العسكري، مما يجعل هذه المزاعم غير منطقية.

التداعيات الدبلوماسية

الادعاءات التى أطلقتها بشریٰ بی بی قد تترك آثاراً دبلوماسية محتملة على العلاقات السعودية الباكستانية. تُعد السعودية واحدة من أهم الشركاء الاستراتيجيين لباكستان، حيث قدمت المملكة على مر السنين دعماً اقتصادياً كبيراً إلى إسلام آباد، بما في ذلك المساعدات المالية والاستثمارات الاستراتيجية.

السعودية ظلت لاعباً محورياً فى استقرار باكستان الاقتصادي، خاصة خلال فترات الأزمات. ولهذا السبب، أى زعزعة للعلاقة بين البلدين قد تؤثر على الوضع الداخلي فى باكستان بشكل مباشر.

ويشير محللون إلى أن زج السعودية فى النزاعات السياسية الداخلية يُعد تصرفاً خطيراً قد يؤدى إلى توترات دبلوماسية، وهو أمر يجب أن تحذر منه جميع الأطراف. التصريحات من هذا النوع، كما يعتقد البعض، قد تُستغل من قِبل خصوم باكستان لإحداث فجوة بين البلدين.

ردود الأفعال المحلية

داخلياً، أثارت تصريحات بشریٰ بی بی استياءً واسعاً من قِبل قادة المعارضة ومحللين سياسيين. وزُعم أن هذه التصريحات ليست سوى محاولة لإعادة توجيه الانتباه عن المشكلات السياسية والاقتصادية التى تواجهها البلاد.

قادة بارزون فى المعارضة اعتبروا هذه التصريحات “محاولة مكشوفة” لاستغلال الدين والعلاقات الخارجية لتحقيق مكاسب سياسية. فى المقابل، حذر مسؤولون حكوميون من أن استهداف العلاقات السعودية الباكستانية يُعد عملاً غير مسؤول، خاصة فى وقت تحتاج فيه باكستان إلى دعم حلفائها الدوليين.

حتى داخل حزب حركة الإنصاف نفسه، واجهت التصريحات انتقادات من بعض الأعضاء الذين رأوا أنها قد تؤدى إلى تداعيات سلبية على صورة الحزب. ويبدو أن الحزب يواجه الآن تحدياً مزدوجاً، يتمثل فى احتواء تداعيات هذه التصريحات وحماية العلاقات الدبلوماسية مع السعودية.

العلاقات السعودية الباكستانية تحت المجهر

العلاقات بين باكستان والسعودية تُعتبر واحدة من أهم العلاقات الثنائية فى جنوب آسيا. السعودية كانت دائماً فى مقدمة الدول التى دعمت باكستان فى أوقات الأزمات، سواء من خلال المساعدات المالية أو الدعم السياسي.

على الرغم من ذلك، تُعد مثل هذه التصريحات اختباراً للعلاقات بين البلدين، خاصة إذا لم يتم التعامل معها بحكمة. يبقى السؤال الأهم: هل ستؤثر هذه العاصفة السياسية على شراكة استراتيجية استمرت لعقود؟

LEAVE A COMMENT

Please enter your comment!
Please enter your name here
This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply.

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.

spot_img

الأخبار

The latest stories from The Thursday Times, straight to your inbox.

Thursday PULSE™

More from The Thursday Times

error: