إسلام آباد (ترسداي تايمز) — رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف أكد أن السعودية تظل واحدة من أكثر حلفاء باكستان ولاءً وثباتًا. وأشاد بالدعم المالي والدبلوماسي الذي تقدمه المملكة، مشيرًا إلى أنها وقفت بجانب باكستان عبر الحكومات المختلفة دون تمييز أو شروط. وشدد شريف على أن أي هجوم أو تصريحات مسيئة تجاه السعودية تُعد خيانة للعلاقة الأخوية التي استمرت لعقود بين البلدين۔
الروابط التاريخية بين البلدين
رئيس الوزراء شهباز شريف تناول الأساس التاريخي للعلاقات بين باكستان والسعودية، واصفًا إياها بأنها مثال فريد على الأخوة بين الدول. عبر السنين، لعبت السعودية دورًا محوريًا في دعم باكستان خلال أصعب لحظاتها، سواء عبر المساعدات المالية، أو الدعم الدبلوماسي على الساحة الدولية، أو التضامن السياسي۔
وأوضح شريف أن هذا الدعم المستمر لم يكن يومًا قائمًا على المصالح المتبادلة، بل كان متجذرًا في الاحترام المتبادل والقيم المشتركة. وأشاد بنهج الرياض الذي يركز على بناء شراكة طويلة الأمد تفيد كلا البلدين. واعتبر أن هذه المبادرات الأخوية تقدم نموذجًا مشرقًا للتعاون بين الدول لتحقيق الاستقرار والنمو الإقليمي۔
إدانة التصريحات المسيئة
في ظل الجدل الذي أثارته تصريحات منسوبة لبشرى بي بي، زوجة رئيس الوزراء السابق عمران خان، أعرب شريف عن استيائه الشديد. ووصف هذه التصريحات بأنها إساءة مباشرة للمصالح الوطنية الباكستانية وإهانة كبيرة للثقة التي أظهرتها السعودية تجاه باكستان۔
وأكد شريف أن هذه التصريحات تمثل “جريمة لا تغتفر”، مشددًا على أنها لا تضر فقط بالعلاقات الباكستانية السعودية، بل تؤثر أيضًا سلبًا على صورة باكستان دوليًا۔
وحذر رئيس الوزراء من التداعيات الخطيرة لمثل هذه التصريحات، داعيًا الشخصيات السياسية إلى التحلي بالمسؤولية وتجنب التصرفات أو التصريحات التي قد تعرض مكانة باكستان في المجتمع الدولي للخطر أو تضر بعلاقاتها مع الحلفاء الرئيسيين۔
حماية المصالح الوطنية
شدد رئيس الوزراء على التزام حكومته بحماية علاقات باكستان، خاصة مع الدول التي دعمتها باستمرار مثل السعودية. وأصدر تحذيرًا قويًا لأي جهة أو فرد يحاول زعزعة العلاقة الأخوية بين البلدين. وأكد أن أي محاولة لعرقلة هذا التحالف ستواجه بحزم۔
وانتقد شريف استخدام العلاقات الدولية الحساسة كأداة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، مشيرًا إلى أن مثل هذه الممارسات لا تؤدي فقط إلى خلق شقاق بين الدول، بل تضعف أيضًا مصداقية باكستان الدبلوماسية۔
وجدد شريف التزام حكومته بإعطاء الأولوية للمصالح الوطنية وضمان استقرار السياسة الخارجية لباكستان، بحيث تبقى متطلعة نحو المستقبل ومفيدة لتنمية البلاد على المدى الطويل۔
دور السعودية في استقرار المنطقة
سلط رئيس الوزراء الضوء على الدور الأوسع للسعودية في تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة. ونوّه بمساهمات الرياض كقوة استقرار في أوقات الأزمات، ليس فقط لباكستان ولكن للعالم الإسلامي بأسره۔
وأشار شريف إلى قيادة السعودية في منظمة التعاون الإسلامي وجهودها في حل النزاعات الإقليمية، معتبراً أن مساهماتها لا تقدر بثمن۔
كما أشار إلى مبادرة رؤية السعودية 2030 كفرصة لتعميق التعاون بين باكستان والمملكة. وأكد على إمكانات توسيع التجارة والاستثمار والتبادل الثقافي في إطار رؤية السعودية الطموحة، التي تهدف إلى تنويع اقتصادها وتعزيز شراكاتها العالمية۔
تعزيز العلاقات الثنائية
في سياق تطلعي، أوضح رئيس الوزراء خططًا لتعزيز العلاقات الثنائية بين باكستان والسعودية. وأشار إلى المناقشات الجارية لتعزيز التعاون الاقتصادي، لا سيما في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا. وأكد أن باكستان تتطلع للاستفادة من نماذج التنمية الناجحة التي طبقتها السعودية لتطبيقها في استراتيجياتها التنموية۔
وجدد شريف التزام حكومته بتعميق الشراكة الاستراتيجية مع السعودية، وضمان أن تظل مرنة في مواجهة أي تحديات. وحث البلدين على مواصلة العمل المشترك لمعالجة المخاوف المشتركة، بما في ذلك الانتعاش الاقتصادي والأمن الإقليمي وتعزيز التضامن الإسلامي على الساحة العالمية۔
في ختام حديثه، شدد رئيس الوزراء شهباز شريف على رسالة الوحدة، داعيًا الباكستانيين إلى احترام ودعم تحالفات البلاد، وخاصة مع السعودية. وأكد أن الحفاظ على هذه العلاقات ليس مجرد مسألة دبلوماسية، بل هو عنصر حاسم في استقرار باكستان وتقدمها في السنوات المقبلة۔