باكو (ترسداي تايمز) — خلال مؤتمر الأطراف الـ29 مؤتمر الأطراف التاسع والعشرون لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في أذربيجان، أعلن الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) هيثم الغيص أن النفط الخام والغاز الطبيعي هما “هبة إلهية”، داعياً القادة العالميين إلى التركيز على تقليل الانبعاثات بدلاً من التخلي عن مصادر الطاقة التقليدية. وقد شهد المؤتمر نقاشاً حاداً حول دور الوقود الأحفوري في الانتقال الطاقي في ظل تصاعد التهديدات المناخية۔
أكد الغيص على الدور الحيوي الذي يلعبه النفط والغاز في الحياة اليومية، من الزراعة والطب إلى سلاسل الإمداد العالمية. وأبرز أهمية الحفاظ على هذه الموارد مع استخدام تقنيات للتخفيف من تأثيرها البيئي. هذا الموقف، الذي تشاركه القيادة الأذربيجانية، يعكس دفاعاً إقليمياً أوسع عن الوقود الأحفوري وسط تزايد التدقيق من الدول الغربية۔
التوازن بين التنمية الاقتصادية والأهداف المناخية
كان جوهر النقاش هو كيفية تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وأهداف المناخ. وقد دافعت أوبك عن تقنية احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه كأداة رئيسية لمعالجة الانبعاثات دون الإنهاء التام لاستخدام الوقود الأحفوري۔
احتجاز الكربون يكتسب زخماً
جادلت أوبك ومنتدى الدول المصدرة للغاز بأن تقنيات يمكن أن تتيح استخداماً أنظف للوقود الأحفوري، مما يوفر جسراً نحو انتقالات طاقية مستدامة. وتُعتبر هذه التقنيات حاسمة في تقليل الانبعاثات مع دعم النمو الاقتصادي، لا سيما في المناطق التي تعتمد بشكل كبير على الطاقة۔
كما ناقش المؤتمر دور التمويل المناخي الدولي في دعم هذه المبادرات. ودعا المندوبون إلى استثمارات في مشاريع الغاز وحلول المتقدمة لضمان انتقالات عادلة وعملية لجميع الدول، خصوصاً تلك التي تعتمد على عائدات النفط والغاز۔
تحذيرات علمية من العلماء المناخيين
بينما دافع قادة الطاقة عن دور الوقود الأحفوري، قدم العلماء المناخيون في مؤتمر كوب 29 صورة قاتمة لمستقبل الكوكب. مع توقع تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية بحلول أوائل الثلاثينيات من القرن الحالي، هناك حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب تأثيرات كارثية۔
ينتقد العلماء موقف أوبك، مشيرين إلى أن الاعتماد المستمر على الوقود الأحفوري يهدد الجهود العالمية للمناخ ويؤخر الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة. ويحذر تقرير فجوة الانبعاثات الصادر عن الأمم المتحدة من أن السياسات الحالية تضع العالم على مسار لارتفاع درجات الحرارة بما يصل إلى 3.1 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، مما يثير تساؤلات حول قدرة تقنيات على مواجهة هذا التحدي۔
رؤية متباينة حول المستقبل الطاقي
يمثل مؤتمر COP29 ساحة مواجهة بين رؤيتين متناقضتين: رؤية ترى أن الوقود الأحفوري جزء لا غنى عنه من الاقتصاد العالمي، وأخرى تحذر من العواقب الوخيمة لاستمرار الاعتماد عليه. وبينما تدعو الدول المنتجة للنفط إلى التوازن بين التنمية والتغير المناخي، يطالب نشطاء البيئة بتعجيل التحول إلى مصادر طاقة نظيفة لتحقيق مستقبل أكثر استدامة۔