دبي (ترسداي تايمز) — ألقت آصفه بوتو زرداري، السيدة الأولى الباكستانية وعضو البرلمان، خطاباً عميقاً في منتدى المرأة العالمي في دبي، تناولت فيه التحديات المعقدة التي تواجه النساء القياديات، ودفاعها المستمر عن الصحة العامة، والمعركة المستمرة لتحقيق المساواة والاعتراف في أنظمة اجتماعية يهيمن عليها الفكر الأبوي۔
There are two great powers in this world, the sword and the pen. But there's a third power greater than both —our women. My message to young women: believe in yourself, remain steadfast in your values, never underestimate the power of your voice, says Aseefa Bhutto Zardari pic.twitter.com/SMCidNdfJ4
— The Thursday Times (@thursday_times) November 28, 2024
التحديات الفريدة للقيادة المزدوجة
تُوازن آصفه بوتو زرداري بين مسؤوليتين كبيرتين: كونها السيدة الأولى الباكستانية وعضوًا منتخبًا في البرلمان. ففي الوقت الذي يتطلب منها دورها الرسمي الدبلوماسية وضبط النفس في الظهور العام، يمنحها دورها البرلماني منصة للدفاع عن الإصلاحات التشريعية وتعزيز العدالة الاجتماعية وتمكين الفئات المهمشة۔
هذا التوازن يعكس قصة أوسع عن التوقعات العالية التي تُفرض على النساء في المناصب القيادية، خاصة في المجتمعات التقليدية. وأوضحت آصفه في المنتدى التحديات التي تواجه النساء القياديات، مسلطةً الضوء على التدقيق المستمر والقيود المجتمعية التي تقيد أدوارهن وتساهم في استمرار التفاوت الهيكلي۔
تجاربها ليست محصورة بباكستان فقط، بل تعكس صراعًا عالميًا للنساء اللواتي يسعين لتحقيق الاعتراف في مجالات يسيطر عليها الرجال تاريخيًا۔
التوقعات الاجتماعية المزدوجة
تحدثت آصفه بصراحة عن المعايير المزدوجة التي تواجهها النساء في الحياة المهنية والشخصية. غالبًا ما يُطلب من النساء القياديات التوازن بين إظهار القوة والكفاءة وبين الامتثال للأدوار التقليدية. هذه الازدواجية تُجبر النساء على إثبات جدارتهن مرارًا بطرق لا يُطلب من الرجال القيام بها۔
وأشارت آصفه إلى أن التوقعات الثقافية في باكستان تظل شديدة الصرامة. لا تزال النساء، بغض النظر عن إنجازاتهن المهنية، مطالبات بوضع الأدوار المنزلية التقليدية في المقدمة. وفي الوقت الذي يُحتفى فيه بالرجال لإنجازاتهم، تُطرح تساؤلات حول قدرة النساء على تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والأسرية۔
القيادة المتجذرة في الإرث
يشكل إرث والدتها، بينظير بوتو، أول رئيسة وزراء في باكستان، حجر الزاوية في نهج آصفه في القيادة. رغم التحديات الشخصية والسياسية العميقة التي واجهتها بينظير، استطاعت قيادة البلاد بصلابة والتزام عميق بالخدمة العامة۔
بالنسبة لآصفه، يُعد هذا الإرث مصدر إلهام ومعيارًا تتطلع إليه. وأكدت في المنتدى أن القيادة الحقيقية ليست متعلقة بالامتيازات أو المناصب، بل بالهدف والصمود والالتزام بالعدالة۔
قيادتها لا تقتصر على الإيماءات الرمزية فقط، بل تتجاوز ذلك لتشمل تعزيز التعليم وتشجيع التعاطف كأدوات لخلق شمولية وإنصاف أكبر۔
مكافحة المعلومات المضللة والصحة العامة
تُعتبر الدعوة إلى الصحة العامة عنصرًا رئيسيًا في مسيرة آصفه. استمرارًا لالتزام عائلتها الطويل بمكافحة شلل الأطفال، تظل في طليعة الحملات التي تتصدى للتردد بشأن اللقاحات والمعلومات المضللة۔
التحديات في هذه القضية متعددة الأوجه، منها عدم الثقة الناتج عن حملات تضليل واسعة النطاق، بما في ذلك ادعاءات بعض رجال الدين حول أمان اللقاح، بالإضافة إلى المخاطر التي تواجه العاملين في مجال الصحة، بما في ذلك الهجمات المستهدفة۔
أكدت آصفه التأثير العاطفي والاجتماعي لهذه التحديات، مشيرةً إلى كيفية تعرض العاملين الصحيين للقتل لمجرد محاولتهم ضمان تلقيح الأطفال. هذه الحوادث تسلط الضوء على هشاشة الجهود الصحية العامة في مناطق حيث تغلب الأساطير والخوف على الحقائق۔
النساء كقوة تحويلية
ركزت آصفه في خطابها على الإمكانات الكبيرة للنساء كمحرك لتحويل المجتمعات. دعت إلى تغيير في النظرة المجتمعية يعترف بالنساء كأطراف فاعلة وأساسية في تشكيل المستقبل الوطني والعالمي۔
واستنادًا إلى رؤية مؤسس باكستان، محمد علي جناح، أبرزت آصفه الدور الحيوي للنساء في بناء الأمة. وأوضحت أن تمكين النساء ليس فقط واجبًا أخلاقيًا، بل هو أيضًا ضرورة استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة والتقدم۔
كلماتها تحمل صدى قويًا في سياق عالمي لا تزال فيه مساهمات النساء تُقلل من قيمتها، وحقوقهن غالبًا ما تكون عرضة للخطر. من خلال الدعوة إلى التغيير النظامي وإلهام النساء لاعتلاء مناصب القيادة، تفتح آصفه بوتو زرداري طريقًا نحو مستقبل أكثر شمولية وإنصافًا۔