بيشاور (ترسداي تايمز) — اتهمت بشرى بي بي، زوجة رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، المملكة العربية السعودية بتدبير الإطاحة بحكومة حزب حركة الإنصاف (PTI) بقيادة خان، مدعية أن المملكة نظرت إلى إدارته على أنها “موالية للغاية للشريعة” بالنسبة لسياساتها. زعمت بشرى أن المسؤولين السعوديين أثّروا مباشرةً على المؤسسة العسكرية الباكستانية، مما دفع رئيس أركان الجيش السابق الجنرال قمر جاويد باجوا للتحرك ضد حكومة خان. تضيف هذه الاتهامات، التي تحمل أبعادًا سياسية ودينية، بُعدًا جديدًا للتشابكات المعقدة بين النفوذ الأجنبي والمؤسسة العسكرية في الحوكمة الباكستانية۔
اتهامات بالتدخل السعودي في السياسة الباكستانية
صرحت بشرى بي بي أن المسؤولين السعوديين انتقدوا فترة رئاسة خان للحكومة، واصفين إدارته بأنها “حامية للشريعة”، وهو ما قالت إنهم سعوا لتقويضه داخل باكستان. وأشارت إلى أن هذه الآراء نُقلت مباشرةً إلى الجنرال باجوا عقب زيارة خان الرسمية للسعودية خلال فترة ولايته. وبحسب بشرى، شكل هذا بداية حملة منسقة لتشويه سمعة خان، تضمنت اتهامات وُجهت إليه بوصفه “عميلًا لليهود”، بهدف عزله سياسيًا ودينيًا۔
تصريحات شهيد جيل الداعمة لهذه الادعاءات
تعزيزًا لهذه الرواية، دعم الدكتور شهيد جيل، أحد حلفاء عمران خان، ادعاءات بشرى بمزاعم إضافية ضد الجنرال باجوا. وقال جيل إن باجوا استغل السرديات محليًا ودوليًا لتقويض خان. وأضاف: “كما وصف الجنرال باجوا زيارة روسيا بأنها ضرورية لباكستان وطلب من رئيس الوزراء القيام بها، ثم باع الأكاذيب للولايات المتحدة، وخلق بيئة معادية من خلال نشر أكاذيب عن عمران خان في دول أجنبية. وبالطريقة نفسها، لم يكن باجوا يحب أن يسير عمران خان حافي القدمين في المدينة المنورة ويرتدي الشلوار القميص”۔
وأضاف جيل أن باجوا ودائرته المقربة اختلقوا أكاذيب عن رفض الدول الأجنبية لسياسات خان وسلوكه الشخصي. وادعى: “قام والد زوجة باجوا وميتو بتلفيق أكاذيب وقالوا إن بعض الدول لم يعجبها ذلك، وإن هذا البلد أو ذاك قال كذا. باجوا استمر في تغذية الصحفيين بهذه المعلومات والصحفيون بدورهم نقلوها إلينا”. هذه التصريحات تشير إلى جهود ممنهجة من باجوا لتقويض شرعية خان داخل باكستان وعلى الساحة الدولية۔
دور الجيش في تسهيل النفوذ الأجنبي
تُعمّق تصريحات بشرى بي بي الشكوك حول تواطؤ الجيش في التدخلات الخارجية. وألمحت إلى أن الجنرال باجوا قبل بالإملاءات السعودية، مما جعله وسيطًا لأجندتهم المناهضة للشريعة. وتشير الاتهامات إلى أن القيادة العسكرية لعبت دورًا مزدوجًا، حيث استجابت للضغوط الخارجية بينما وجهت الرأي العام ضد خان. يضيف هذا الوصف للتركيبة العسكرية الداخلية طبقة إضافية من التعقيد إلى القصة السياسية المثيرة للجدل۔
تصريحات الدكتور شهيد جيل تضيف زخمًا لهذه السردية، متهمًا الجنرال باجوا بتقديم تمثيلات مضللة عن خان للقوى الأجنبية، بما في ذلك السعودية والولايات المتحدة. ورسمت ملاحظاته صورة لقيادة عسكرية لم تكتف بعدم الرضا عن إدارة خان، بل عملت بنشاط على تشويه صورته من خلال نشر معلومات خاطئة بين الفاعلين المحليين والدوليين الرئيسيين۔
العواقب السياسية على حزب حركة الإنصاف وعمران خان
كانت تداعيات هذه المؤامرات المزعومة سريعة ومدمرة. وفقًا لما قالته بشرى بي بي، فإن الجهود المنسقة من المملكة العربية السعودية، بدعم من الجيش الباكستاني، قادت إلى حملة تشويه موجهة ضد خان. وأشارت السيدة الأولى السابقة إلى أن الهيئات المؤسسية أبلغت خان بأن حجه حافي القدمين في المدينة المنورة وارتدائه الشلوار القميص كانا موضع استهجان من قبل القوى الأجنبية. واستُخدمت هذه الرواية كسلاح لتصوير خان كمتطرف أيديولوجيًا غير مؤهل للقيادة الحديثة۔
تجاوز تأثير هذه الاتهامات الهجمات الشخصية، ليخترق النسيج السياسي لباكستان. كشفت بشرى بي بي أن حكومة زوجها واجهت تحديات لا هوادة فيها، بما في ذلك روايات عامة صُممت لتشويه سمعة حكم حزب حركة الإنصاف وعزل قيادته عن الحلفاء الرئيسيين والناخبين. كما قالت: “ما ذكرته بشرى بي بي هو فقط ما وصل إلى خان. لذلك، انقلوا الانتقادات أو الثناء إلى والد زوجة باجوا وميتو وفق النوايا”، مشيرة إلى شبكة من المعلومات المضللة التي دُبرت ضد خان۔
تسلط هذه التصريحات الضوء مجددًا على التوازن الدقيق بين القيادة المدنية الباكستانية، والمؤسسة العسكرية القوية، والتأثيرات الخارجية التي غالبًا ما تملي مسار السياسة في البلاد. تكشف مزاعم بشرى بي بي والدكتور شهيد جيل عن التحديات المنهجية التي يواجهها القادة في محاولة التنقل داخل هذا المشهد المليء بالتوترات، حيث تشكل الضغوط الخارجية والانقسامات الداخلية مستقبل الحوكمة في باكستان۔