تل أبيب (ترسداي تايمز) — في عام 2010، انتحر الطبيب النفسي الإسرائيلي الشهير، موشيه ياتوم، الذي قطع خطوات كبيرة في علاج الاضطرابات العقلية الشديدة خلال مهنة بارزة، بشكل مأساوي في مقر إقامته في تل أبيب. وكشفت رسالة انتحاره، التي عثر عليها بجانبه، عن اليأس العميق الناجم عن علاقته المهنية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو، الذي كان يعالجه منذ ما يقرب من عقد من الزمن. لقد عبرت رسالة ياتوم عن ”فقدان الأمل،“ حيث وجد نفسه غارقاً في دوامة من التناقضات والروايات المضللة التي يديمها مريضه نتنياهو۔
وقد نقلت مذكرة ياتوم خيبة أمله، حيث ذكر وابلاً من الإيديولوجيات المتضاربة – حيث ساوى السرقة بالخلاص، ووصف نشطاء السلام بالإرهابيين، وغير ذلك من التصريحات المتناقضة. لقد شعر بالإرهاق من خطاب نتنياهو المتناقض مع نفسه، والذي وجده بعيدًا عن الواقع. الطبيب النفسي، الذي ساعد في السابق العديد من الأفراد على التغلب على الاضطرابات الفصامية، وجد أن حالة نتنياهو عبارة عن ثقب أسود أدى ببطء إلى تآكل شخصيته المرنة ذات يوم۔
وقد صورت مذكراته الشخصية تراجعاً تدريجياً في ثباته العقلي، حيث بدت كل جلسة مع نتنياهو بمثابة نزول إلى عالم من المبررات التي تخدم مصالحه الذاتية. وقد فوجئ جيران ياتوم ومعارفه المقربون بالحادثة، حيث لم تكن هناك علامات واضحة على أن الطبيب النفسي كان يواجه مثل هذه الأزمة الداخلية العميقة۔
وقد أثر هذا الوضع بشدة على صحة ياتوم، حيث أصيب بسكتات دماغية متعددة، وكانت كل حادثة مرتبطة بتصريح صادم أو متناقض للغاية أدلى به نتنياهو خلال جلساتهما. على سبيل المثال، حدثت إحدى السكتات الدماغية عندما أدلى نتنياهو بملاحظة إيجابية حول هجمات 11 سبتمبر المدمرة. وحدثت حلقة أخرى بعد مقارنة أجراها نتنياهو بين إيران وألمانيا النازية، واصفا إياهما بـ ”نفس الشيء،“ وثالثة بعد وصف مبالغ فيه لبرنامج إيران النووي۔